كيف نتجمل أمام الناس ونغفل التجمل للقاء الله..!

كيف نتجمل أمام الناس ونغفل التجمل للقاء الله..!

دار العرائس / علي عبدربه غزال

طبيعة الإنسان حب الظهور بمظهر لائق وأنيق، خاصة في المناسبات الاجتماعية أو الرسمية، ونجد أن الكثيرين من الناس يبذلون جهوداً كبيرة في اختيار افضل الملابس وروائح العطر وانتقاء النظارات والجماليات الاخرى، وذلك للظهور أمام من يريد مقابلتهم كبارآ أو وجهاء في المجتمع المحلي، بأبهى صورة، هذا السلوك يعكس اهتمام الإنسان بإنطباع الآخرين عنه ورغبته في تحقيق القبول والإعجاب به كشخصية (مهمة) في المجتمع.

وحقيقه قد نجد هذه الظاهرة ماثلة في بعض القيادات الادارية او بعض الافراد عندما يريد احدهم أن يذهب إلى الأعراس او مقابلة كبار الشخصيات، يهتمون بالظهور بمظهر مثالي، لكنهم يغفلون عن أفعالهم وسلوكهم الحقيقي أمام الله، ان كانوا يرتكبون مظالم بحق الاخرين، اويتهاونون في أداء الأمانة الموكلة إليهم، او مظالم اخرى على المستوى الشخصي أو بحق حقوق الآخرين أو إفساد في المال العام واستغلال الوظيفة العامة.

مثل هؤلاء مهما بدى مظهرهم أنيقًا أمام الكاميرات في المناسبات اوالمجالس، فهم في ميزان الله تحت طائلة الحساب العادل والعسير!! هناك عندما يقف بين يد الله، فإن كل ذلك ينتهي، ويصبح الإنسان وحده مع عمله. لا تنفعه ملابسه ولا مظاهره، بل ينفعه صدقه وتقواه وعدله واعتداله.. لكن، عندما ننتقل إلى الجانب الروحي والأخلاقي، نجد أن البعض قد يهمل التجمّل أمام الله، رغم أن لقاء الله أعظم وأجلّ من أي لقاء آخر. فالله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى ملابسنا، بل ينظر إلى تقوى قلوبنا وأعمالنا.
والاستعداد للقاء بالله عالمٌ بما تكنه الصدور، لا يقتصر على الملابس أو المظاهر، بل يتطلب نقاء القلب وصفاء النية، وامانة العمل ..
الله سبحانه وتعالى هو العدل المطلق، يحاسب كل إنسان على أعماله، إن كان صالحاً نال خير الدنيا والآخرة، وإن كان مقصراً أو ظالماً فإنه يواجه عاقبة أفعاله.

لذلك على كل إنسان أن يتذكر إنّ لقاء الله هو اللقاء الصادق والحقيقي، الذي ينبغي الاستعداد له، فإن كان يُحسن التزيّن والتأنق أمام الناس، فليُحسن التزيّن بالأعمال الصالحة والطاعات أمام الله، لأن الله هو الذي يقدر ويدبر ، وبيده المصير والثواب والعقاب، وهو الذي يحكم بالعدل بين عباده.

والله من وراء القصد.

Exit mobile version