اليوم العالمي للاذاعة !

كتب / عوض علي بن حداد
الخميس 14 شعبان 1446ه
الموافق 13 فبراير 2025م

اليوم ال13 من فبراير يحتفل فيه باليوم العالمي للاذاعة من كل عام، حيث اقرت ذلك الدول الاعضاء في/اليونسكو/ عام2011م وفي عام 2012م اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة …
وفي اليوم العالمي لها لاتزال الاذاعة وسيلة مهمة وقادرة على اداء دور قد لا تستطيع القيام به وسائل الاعلام الاخرى المشاهدة والمقروءة وكذا وسائل التواصل الاجتماعي، صحيح ان اهمية” الراديو” قد تراجعت عن ماكانت عليه في العقود الماضية، وذلك نظرا للتطور الهائل في اجهزة الاتصال والتواصل، حتى اصبح هذا التطور الهائل، يعد ظاهرة العصر الذي يتميز به عن غيره من التقدم اللافت في مختلف المجالات الاخرى، ومع ذلك فان العالم مازال ينظر للاذاعة كوسيلة قدمت ومازالت الكثير مما يخدم البشرية ويعزز التواصل الانساني بين الامم والشعوب في مختلف قارات العالم، وقد تذكرت اهمية “الراديو” ودوره المتميز من خلال ما كانت تبثه منذ فترة قناة الجزيرةعلى شريط الاخبار على شاشتهافي اثناء الحرب الصهيونية على غزة، لتخبر اهلها انها قد وجهت لهم بثا اذاعيا وذكرت الجزيرة في حينه، تفاصيل الموجة الاذاعية التي يمكن من خلالها التقاط البث الموجه اليهم، وما ذلك الا لاهمية الدور الذي تلعبه الاذاعة وخاصة في زمن الطوارئ والحروب، كما هو الحال بالنسبة لغزة ومايتعرض له اهلها من حرب ابادة وتطهير عرقي من قبل الكيان الصهيوني الذي دمر كل مقومات الحياة فيها، وفي حرب كهذه، تصبح الاذاعة بالنسبة لهم وسيلة سهلة لمتابعة مايجري من عدوان همجي صهيوني عليهم، حيث يمكنهم التقاط البث الاذاعي من خلال اصغر اجهزة الراديو واكثرها كفاءة وتطورا التي اصبحت تشحن يدويا ولا تحتاج الى بطاريات، ومنها مايشحن بالطاقة الشمسية، مما يجعل جهاز الراديو متاحا في كل مكان .

وفي مناسبة هذا اليوم العالمي للاذاعة، نتذكر، اذاعة عدن، التي تعتبر اول اذاعة في الجزيرة العربية والخليج، تم افتتاحها في7 اغسطس 1954م، وقد حققت تطورا كبيرا منذ نشاتها حتى توقفت عام2015م في اثناء الحرب التي شنتها العصابات الحوثية على بعض المحافظات الجنوبية ومنها عدن، وخلال مسيرة اذاعة عدن التي امتدت نحو سبعة عقود حققت تطورا كبيرا واصبح لديها موجات قصيرة ومتوسطة تبث الى مختلف قارات العالم، ثم تعرضت بعد احداث 13 يناير لبعض الاضرار وخاصة في كوادرها التي فقدتها في تلك الاحداث الكارثية بين الاخوة الاعداء، ولكن اكبر الاضرار التي تعرضت لها كانت في حرب 1994, وخاصة تعرض ارسالاتها في الحسوة لتدمير معظم موجاتها العالمية، ولم تعد بعد الحرب تبث سوى على موجة او موجتين محليتين لا يغطيان سوى بعض المناطق المحلية، بالاضافة الى بثها على الانترنت، ثم توقفت عام 2015م

ولم تكن اذاعة عدن سوى جزء من الماساة والحروب التي عاشها الوطن ، وما زال يعيشها حتى الٱن، بعد ان تسلطت عليه الدول الاقليمية التي لا تريد له خيرا، وهي في سبيل ذلك تعبث بامنه واستقراره ومقدراته، وبمباركة من الدول الاستعمارية، فنحن الوحيدون في العالم الذين دمرنا البنية التحتية لبلادنا في الخدمات وفي مختلف المجالات، فاينما تستعرض مجالا من المجالات تجد ان التقدم الذي تحقق سواء في عهد الاستعمار البريطاني، اوبعده، إما اننا لم نستطع الحفاظ عليه وتطويره، او اننا دمرناه خلال حروبنا وصراعاتنا ضد بعضنا البعض .

لقد شكلت اذاعة عدن مدرسة اعلامية مهمة تخرج فيها المبدعون في مختلف مجالات العمل الابداعي الاذاعي والصحفي، والفني، وقدمت للمجتمع خدمات اعلامية وارشادية وترفيهية، مشهودة، وبتوقفها تركت فراغا لم تسده اية وسيلة اعلامية اخرى، واصبحت شاهدا على فشل الحكومات المتعاقبة على اعادة هذه المؤسسة الاعلامية الرائدة وانطلاقها مرة اخرى لتحمل اسم عدن التاريخ والحضارة، ولكن هيهات هيهات ان تعود اذاعة عدن الى تقديم رسالتها في خدمة المجتمع، بعد ان اصبح قرارنا بيد غيرنا، وبعد ان فرطنا في الحفاظ على مقدراتنا، بل ودمرناها بايدينا، واصبحنا كتلك المراة الخرقاء التي كانت تعيش في مكة، وتقوم في الصباح بالغزل حتى اذا اشتد وصلح، عمدت في الليل الى نقضه وافساده وهكذا دواليك ..

اللهم هيئ لهذا البلد قيادة رشيدة تخرجه مما هو فيه من ظلم وضياع .

Exit mobile version