تعليق تمويل الأونروا يهدد مخيمات لبنان.. لا للتوطين أو شطب حق العودة

قامت الولايات المتحدة الاميركية ومعها 16دولة من حلفائها بتعليق التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بحجة أن 12 موظفًا بالوكالة ” الأونروا” شاركوا في عملية طوفان الاقصى بجانب حركة حماس في 7 أكتوبر وفق المزاعم الإسرائيلية واتهمت الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة “الأونروا ” بأنها سمحت لحركة حماس باستخدام مرافقها في قطاع غزة في اعمال عسكرية.

وتأسست “الأونروا” بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم .

لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين

المخيمات الفلسطينية في لبنان يقيم فيها أكثر من نصف تعداد اللاجئين الفلسطينيين وعددها اثنا عشر مخيمًا تعترف بهم وكالة الأونروا وهي التالية: الرّشيديّة، برج الشّمالي، البصّ، عين الحلوة، الميّة وميّة، برج البراجنة، شاتيلا، مار إلياس، ضبيّة، الجليل، البدّاوي، ونهر البارد فيما يقيم بقيّة اللاجئين في المدن والقرى اللبنانيّة، إضافةً إلى تجمّعاتٍ سكنيّةٍ جديدةٍ نشأت بسبب التمدد السكني في مدينة صيدا وجنوب لبنان. ومن أهمّ هذه التّجمّعات غير المعترف بها من قبل الأونروا: المعشوق، جل البحر، شبريحا، القاسميّة، البرغليّة، الواسطة، العيتانيّة، أبو الأسْوَد، عدلون، الغازيّة، دلاعة، وادي الزّينة، النّاعمة، سعد نايل، ثعلبايا، وغيرها.

مخيم عين الحلوة رمز حق العودة

وتعليقًا على امتناع عدد من الدول بتمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، قالت نائبة رئيس جمعية قل لا للعنف ميرنا قرعوني في حديث لـ”جسور”، إن مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان يعد عاصمة اللجوء الفلسطيني والأكثر اكتظاظا” وتوترأ ونسبة العاطلين عن العمل مرتفعة جدا هذا من جهة، ومن جهة أخرى توجد فيه فصائل فلسطينية وطنية واسلامية كمناطق نفوذ، وبالتالي تتنازع السيطرة فيه ويتعرض الامن الاجتماعي في بعض الاحيان لتوترات نتيجة لعمليات الاغتيالات ولجولات العنف والمعارك المسلحة أخرها اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه.

وبين سندان حصار السلطات اللبنانية من خارج أسواره الاسمنتية العملاقة لمخيم عين الحلوة، ومطرقة تعليق تمويل وكالة “الأونروا ” تقول قرعوني ستترتب تداعيات خطيرة من الناحية الامنية والاجتماعية والصحية والمعيشية الاضافية على اللاجيئن الفلسطينيين في المخيم والشتات.

عاصمة الشتات السياسية

وفي السياق، علّق الناشط الاجتماعي الفلسطيني المقيم في مخيم عين الحلوة محمود عطايا، قائلاً لـ”جسور”: قرار الولايات المتحدة الأميريكية بتعلق التمويل للأونروا له انعكاسات سلبية على مسارات اللاجيئين الفلسطينيين في الشتات ،ابرزها الوضع الاقتصادي فعلى سبيل المثال يقول: أنا رب أسرة لـ” 3″ أطفال يتلقون التعليم المجاني في مدارس “الأونروا” في لبنان ونستفيد من المساعدات الإغاثية و الطبية التي تقدمها الوكالة، كما تستفيد آلاف الأسر من هذه الخدمات المجانية في مخيمات الشتات الذي تعاني غالبية سكان المخيمات من مستويات عالية من الفقر والبطالة بالتالي وقف عمل وكالة الأونروا بمثابة ورق ضغط على الشعب الفلسطيني ومؤامرة لشطب حق العودة والتوطين في لبنان ونحن نتمسك بالعودة الى فلسطين المحتلة .

يتساءل عطايا: “أين سنذهب بأُسرنا إذا انهارت الأونروا؟ وما مصير آلاف الفلسطينين في لبنان وسوريا والاردن وقطاع غزة والضفة الغربية ؟وأضاف: الدول التي علقت تمويل الأونروا تدفع بالضغط الذي سوف يولد الانفجار الاجتماعي داخل المخيمات في ظل الأوضاع المعيشية المزرية الذي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وطرح عطايا هواجس كثيرة يعيشها كلاجئ في مخيم عين الحلوة ، والخوف من استغلال مجموعات مسلحة في وسط مخيم مليء باالانتماءات أو مجموعات مدعومة من جهات لبنانية أو خارجية لتفجير الاوضاع و استغلال المخيم وذلك بسبب البطالة والوضع الاجتماعي المزري كورقة في السياسة اللبنانية.

وختم عطايا: رغم الضغط الذي يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون نتيجة تعليق بعض الدول تمويل ” الاونروا ” والمؤامرة التي تحاك ضد قضية اللاجئين الفلسطينيين ، أرفض التوطين وأريد حق العودة لا يريد عن فلسطين بديلاً. دول علقت تمويل الأونروا

وتضم القائمة المتزايدة التي أعلنت وقف تمويلها لوكالة “الأونروا”، الولايات المتحدة وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والسويد بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي بينما كندا تراجعت عن قرارها وفرنسا أعادت تمويل الأونروا وضاعفت مساهمتها من 30 مليون يورو إلى 60 مليون يورو وفقا للأمم المتحدة في وقت حذرت فيه الوكالة من توقف خدماتها نهاية الشهر القادم.

ومن شأن قرار الولايات المتحدة وحلفائها أن يؤثر سلبًا على الخدمات الحيوية التي تقدمها الوكالة في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة والرعاية الاجتماعية ،وتستفيد آلاف الأسر بمبالغ مالية شهريا التي تصفها الوكالة بأنها ” الأشد فقرا واحتياجا”.

السعودية تتابع التداعيات الدولية

من ناحية أخرى، أصدرت حكومات السعودية ، إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا ولوكسمبورغ والنرويج، بيانات منفصلة، أعلنت فيها استمرار دعمها المالي للأونروا،مع تأكيدها على أهمية التحقيق في تلك الادعاءات ،وحثت دول عديدة ومنظمات حقوقية و الدول التي اعلنت بتعليق تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا “بالرجوع عن قرارها وابرزها المملكة العربية السعودية وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، شددت المملكة على “أهمية استمرار الوكالة في أداء مهامها، بما يضمن توفير المتطلبات الأساسية للفلسطينيين” .

وجددت الرياض التعبير عن “قلقها البالغ” إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، “جراء الانتهاكات الصارخة” للقوات الإسرائيلية “للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، ومع ذلك، ذكرت المملكة أنها “تتابع عن كثب التداعيات الدولية حيال هذه القضية”، مشددة على “أهمية تعزيز إجراءات المراجعة والتحقيق في تلك الادعاءات، للخروج بالحقائق المقرونة بالدلائل” .

“هيومن رايتس ووتش ” تحذر من خطر المجاعة

أما هيومن رايتس ووتش قالت تعليق المساعدات الدولية المقدمة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” يعجل من خطر المجاعة في قطاع غزة المحاصر وأوضحت أنه ينبغي للحكومات الدولية مواصلة تمويل وكالة “الأونروا”، نظرا لدورها الهام في تجنب كارثة إنسانية وخطر المجاعة في قطاع غزة وإن الادعاءات ضد موظفي “الأونروا “خطيرة ويبدو أن الأمم المتحدة تتعامل معها بجدية، لكن حجب الأموال عن الوكالة الأممية الأكثر قدرة على توفير الغذاء والماء والدواء الضروري بشكل فوري يظهر لامبالاة قاسية تجاه ما حذر منه كبار الخبراء في العالم من خطر المجاعة

الذي يلوح في الأفق . وحثّت “هيومن رايتس ووتش” حلفاء إسرائيل الرئيسيين، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا، على “تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل طالما ترتكب قواتها ضد المدنيين الفلسطينيين، بدون حساب، انتهاكات خطيرة وواسعة النطاق ترقى إلى جرائم حرب”.

Exit mobile version