هل ظلمَ التحكيم المُنتخب الأردنيّ في نهائي كأس آسيا؟

انتهت كأس آسيا لكرة القدم بفوز المنتخب القطري بالبطولة الثانية في تاريخِه، بعد فوزه بالمباراة النهائيّة على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف لهدف.

نهائي البطولة أثار الكثير من الجدل في الإعلام العربيّ كذلك وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً الجماهير الأردنيّة الّتي شكّك معظمها بأحقيّة فوز قطر بعد القرارات التحكيميّة الخاطئة لحكم النهائي الآسيوي وذلك بحسب رأيهم.

هل فعلاً ظُلم المنتخب الأردني بقرارات التحكيم الآسيوي؟ أم أنّ قطر استحقّت ركلات الجزاء الثلاثة؟ كيف تحدّث خبراء التحكيم والإعلام عن تلك الإشكاليّة؟

ثالث نهائي عربيّ

شهدت البطولة النهائي الثالث بين المنتخبات العربيّة في كأس آسيا، وقبل نهائي السبت الفائت بين قطر (مستضيف البطولة) والأردن كان النهائي العربيّ الأوّل عام 1996 في البطولة التي أقيمت في الإمارات العربيّة المتحدّة، وحينها توّج المنتخب السعوديّ إثرَ فوزهِ على صاحب الأرض نظيرهُ الإماراتيّ بركلات الجزاء الترجيحيّة (4-2) بعد مباراة انتهى وقتها الأصلي والإضافي من دون أهداف.

ثاني نهائيّ عربيّ في الكأس الآسيويّة كان بعام 2007 الّتي استضافتها أندونيسيا، واستطاع المنتخب العراقيّ تحقيق أوّل كأس آسيا بتاريخه لعدَ فوزهِ على نظيرهِ السعوديّ بهدفٍ وحيد..وعموماً قدّمت المنتخبات العربيّة عروضاً كرويّة جيّدة بعدّة مباريات توّجها وصول قطر والأردن للنهائي، وسجلّ الأخير حضوراً تاريخياً في البطولة حيثُ وصلَ للمباراة النهائيّة لأوّل مرّة في تاريخه.

وكانت المباراة نديّة من المنتخبين العربيّين حيثُ افتتح هدّاف البطولة (برصيد 7 أهداف) القطري أكرم عفيف التسجيل عند الدقيقة 22 من ضربة جزاء، ثمّ استطاع الأردن تعديل النتيجة عبَر أفضل مهاجميّ البطولة يزن النعيمات وذلك في الدقيقة 67 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء..وفي حين كان المنتخب القطري مسيطراً على مجريات الشوط الأوّل تحسّن أداء المنتخب الأردني في الشوط الثاني، لكن تمّكن أكرم عفيف من تسجيل هدف التقدّم في الدقيقة 73 أيضاً من ركلة جزاء، حاول الأردنيون بعدها الهجوم وتعديل النتيجة عبر النعيمات وموسى التعمري أبرز نجوم الفريق، لكن احتسب حكم المباراة ركلة جزاء (مثيرة للجدل) ثالثة لصالح قطر في الدقيقة 90 ، لينفذها عفيف بنجاح ويسجّل (هاتريك شخصي) في نهائي آسيا، ليحقق المنتخب القطري اللقب القاري للمرة الثانية على التوالي، بعدَ تتويجهِ بالبطولة في النسخة الماضية عام 2019 في الإمارات.

اعتراض أردني وأخطاء تحكيميّة!

وكانت الجماهير الأردنيّة قد اشتكت من عدم تمكّن معظهما للحصول على تذاكر حضور المباراة النهائية، ووفقاً لوسائل إعلاميّة اعترضت الجماهير الأردنيّة على أنّ إعطاء المشجعين القطريّين النسبة الاكبر من تذاكر النهائي، وقالوا أنّ ذلك لم يكن منصفاً بحق الأردنيّين خصوصاً أنّ ملعب لوسيل يتسّع لـ 88 ألف متفرّج.

من جهتّه عبّر قائد المنتخب الأردني إحسان حداد عن اسيتائه من ذلك الأمر وذلك وفقاً لتصريحه بعد انتهاء المباراة، وقال إنه على الرغم من الأداء الكرويّ الجيد الذي قام به المنتخب القطري في البطولة، إلا أنه حدث ظلم للجماهير الأردنية التي لم تحظ سوى بـ 8% من عدد التذاكر بشكل عام.

وتداول الإعلام ووسائل التواصل الكثير من الأخبار والآراء حول اعتراض الجماهير الأردنيّة على قرارات الحكم الصينيّ ما نينغ باحتسابِه ثلاث ركلات جزاء لأوّل مرة بتاريخ نهائي البطولة.

بالمقابل أشارت عدّة مصادر إعلاميّة رياضيّة على أحقيّة فوز المنتخب القطري على مُجمل ما قدّمه في البطولة خصوصاً أمام إيران في النصف النهائي وحتى المباراة النهائية كانَ الطرف الأفضل والأخطر بمعظم فترات اللقاء، وذلك بحسب قولهم.

وانتشرت أقاويل عديدة حول تلّقي الحكم الصيني الرشاوي في وقتٍ سابق، حيث اتهمت بعض وسائل الإعلام الحكم بتلقي رشوة بإحدى مباريات دوري أبطال آسيا، لكن مسؤولي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نفَى ذلك الأمر مؤكداً عدم وجود دليل يُثبت ذلك.

ومن الآراء العديدة لإعلاميين عرب حول موضوع التحكيم في نهائي لوسيل، صرّح الإعلامي الأردني لطفي الزعبي (خلال أحد البرامج التلفزيونيّة) بأنّ منتخب الأردن تعرّض لظلم تحكيميّ أمام قطر ، مضيفاً أنّ قرارات الحكم الصينيّ بإحتساب ثلاثة ركلات جزاء كانت ظلماً لِمنتخب بلادِه.

وفي السياق نفسِه كتبَ الإعلامي المصريّ أحمد موسى على صفحته الرسمية بمنصة (إكس) بعد المباراة النهائيّة: (تقديري الشخصي أن التحكيم ظلم منتخب الأردن في النهائي أمام قطر..حكم الساحة وحكام الفار.. مهزلة فعلا!)..وتابع: “برافو” منتخب النشامى “على ما قدمتموه من مباريات رائعة والقادم أفضل لكم.. مبروك لقطر فوزها بأمم آسيا للمرة الثانية على التوالي.. ما هو رأيكم في التحكيم؟”

من ناحية أُخرَى انقسمت الآراء بين خبراء التحكيم حولَ صحّة ركلات الجزاء، لكن أغلبها أشارت إلى أنّ ركلتيّ الجزاء الأولى والثانية صحيحة، لكن الثالثة (مشكوك بصحتها) كما أكّد الخبير التحكيميّ السوريّ جمال الشريف في تصريحه لإحدى وسائل الإعلام..حيثُ أكّد الشريف على أنّ الحكم الصينيّ أصابَ باحتساب أوّل ركلتين، لكن بالنسبة لركلة الجزاء الثالثة قال الحكم الدوليّ السابق بانّ هناك شكوك حولَها وذلك بسبب تسلّل أكرم عفيف قبل الخطأ، والأخير ارتطم بالحارس الأردني يزيد أبو ليلى، لكن عفيف كانَ ذكياً بخداع حكم المباراة.

الأخطاء جزء من كرة القدم كمَا يبرّر الكثير من المحلّلين الكرويين والجماهير، وفي كأس آسيا حصلت بعض الأخطاء التحكيميّة بعدّة مباريات مصيريّة خصوصاً بأدوار خروج المغلوب وحتى المباراة النهائية وفقَ ما أشارت مصادر عدّة..لكن تبقى البطولة الآسيوية الأخيرة من أقوى بطولات آسيا عبر تاريخها خصوصاً بالنسبة للمنتخبات العربيّة الآسيوية الّتي تطوّرت معظم منتخباتها واستطاعت إقصاء منتخبات كبيرة وعريقة في القارة الصفراء.

Exit mobile version