ابتلاع الأجسام الغريبة ليس مجرد حالة طبية طارئة، بل إنذار يتطلب منا فهماً أعمق للصحة النفسية. الوقاية تبدأ بالاهتمام، والرعاية تبدأ بالاحتواء. ابتلاع الأجسام الغريبة – سلوك خطر يحتاج إلى وعي طبي ونفسي

يُعد ابتلاع الأجسام الغريبة مثل المسامير، البطاريات، أو الأدوات الحادة حالة طبية ونفسية معقدة، وتظهر لدى الأطفال والبالغين على حد سواء. في البالغين، غالبًا ما يكون السلوك ناتجًا عن اضطرابات نفسية مثل متلازمة بيكا، الفصام، الاكتئاب، أو حتى بدافع الانتحار أو جذب الانتباه، كما يحدث أحيانًا في السجون. أما عند الأطفال، فقد يحدث بدافع الفضول أو اللعب دون إدراك للعواقب.
هناك أسباب شائعة وراء ابتلاع الأجسام الغريبة مثل
اضطرابات نفسية أو عقلية.
محاولات انتحار او سلوك قهري.
اضطرابات تطورية أو ذهنية لدى الأطفال.
عوامل اجتماعية أو بيئية (مثل الإهمال أو الضغوط النفسية).
و الوقاية تبدأ بالوعي:
عند الاطفال ننصح بمراقبة الأطفال الصغار وعدم ترك أجسام صغيرة في متناولهم.
وعند البالغين ننصح بالانتباه لأي سلوك غير طبيعي خاصة من يعانون من أمراض نفسية.
توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى النفسيين، والسعي للعلاج المبكر.
فقد تأتي الينا الحالات وهم يعانون من آلام في البطن امساك شديد أو طرش او التهاب في تجويف البطن وكثير من المرضى الذي خضعو لعمليات اخراج هذه الأجسام كانت لديهم عدد كبير من الأجسام الغريبة ليس مجرد جسم غريب او جسمين بل بالعشرات.
احيانا ياتي المريض قبل حدوث مضاعفات:
ويتم تشخيص الحالة بالتصوير (أشعة X أو مقطعية).
والمنظار العلوي (Endoscopy) هو الوسيلة الأولى لاستخراج الجسم، خاصة إذا كان الجسم حادًا أو سامًا.
يتم ذلك خلال 24 ساعة، أو بشكل عاجل في الحالات الخطيرة.
وإذا حدثت مضاعفات مثل:
انثقاب المعدة او الأمعاء، انسداد، أو نزيف داخلي.
او عند فشل المنظار في إخراج الاجسام.
هنا قد تُجرى جراحة طارئة (تنظيرية أو مفتوحة) لإنقاذ حياة المريض.
والأهم من ذلك بعد العلاج حيث اننا ننصح المريض بمراجعة أخصائي الطب النفسي لما له من دور أساسي في منع حدوث تلك الأمراض
يجب تقييم الحالة النفسية بعد استقرار الحالة.
ويُحوّل المريض إلى أخصائي نفسي لتحديد الأسباب الجذرية.
وتقديم الدعم النفسي والتأهيلي لتجنّب تكرار السلوك نسأل الله السلامة للجميع
*د جبران اليهري*