احذروا المطبّلون و الأقلام المأجورة و المسمومة

كتب /أنيس صالح جمعان
الأحد 23 مارس 2025م
عندما نرى قلماً صحفياً يكتب لما هو خارج رغبة الشعب واردة المجتمع، ومطبلاً لقرار يضر الناس، لا شك أن صاحب هذا القلم خائن، وكلمة خائن لا تنطبق على خيانة شعب أو حكومة معينة، إنما يكون خائناً لمهنة الاعلام والصحافة التي دائماً ما تكون مرآة تعكس رأي الشعوب عند الحكومات، ففي البلدان الغربية يطلق على الاعلام وخاصة الصحافة السلطة الرابعة، والتي لا شك انها دائماً ما تكون درعاً حامياً لرغبات الشعوب وناقلاً أميناً لرغبات الحكومات ورسالتها لشعوبها، ولكن فئة المطبّلين أو المضخمين للقرارات والشخصيات الحكومية حتى لو كانت متورطة في الفساد الإداري والمالي وغيرها، حيث ترى هناك مقالات المديح والثناء والوصف بأجمل الأوصاف لشخصيات ربما لم تقدم حتى الآن شيئاً يذكر للمجتمع !!
لقد قرآنا وتعلمنا كثيراً أَنَّ القلم المأجور أشد خطراً من المجرم القاتل، فالقاتل يقتل أفراداً، أما القلم المأجور فيقتل أمة ويدمر أجيالاً.. وما أكثر أصحاب الأقلام المأجورة اليوم في مجتمعنا الذين يقومون بتزييف الحقائق، وغسل الأدمغة، ونشر الفساد في بلادنا، علينا أَنَّ نحذر منهم ومن متابعتهم، لأن القلم المأجور لا يصنع فكراً ولا يبني وطناً ولا يجعل من صاحبه رجلاً.. ومن يعيشون بالتلميع يظلوا في نظر المجتمع أقزاماً، وأن كان الشخص سيئ فهو سيئ حتى وان طبل له المطبّلون وجملته أقلامهم المأجوره !!
يبدو أَنَّ هناك تشابهاً وتناغماً كبيراً بين مصطلح الأقلام المأجورة وبرنامج ما يطلبه المستمعون؛ إذ إن كلا المصطلحين يعنيان بتلبية رغبات الغير والنزول عندها وعدم تعديها، لإن في ذلك اخلالاً بهدف البرنامج وتعدياً صارخاً على رغبات الزبائن المحترمين.. أما المطبّلون و الأقلام المأجورة التي ابتليت بها امتنا، والتي تجعل من جراح الثكالى وجثث الموتى وجثامين الشهداء، مادة اعلامية رخيصة توغل بها وتتعدى عليها، من أجل حفنة من الدولارات او الريالات او الدراهم القذرة يدفعها الأسياد، مقابل هذا المداد المسموم الذي لا يقل لهيباً وقسوة عن الطائرات الأسرائيلية التي تقتل وتفتك بالمدنيين في غزة وضواحيها !!
اليوم نشاهد ونسمع ونقرأ عن المطبّلون و المأجورين.. وما اكثرهم هذه الأيام أصحاب كلنا (فلان)…. واكبر ضرر لهم هذا المديح الزائد، لأنه بلا شك يؤدي إلى ترجمة وضع يختلف كلياً عن الوضع الحقيقي، الذي يجب أن تكون اعمالهم وانجازاتهم شاهداً على ما يقومون به.. لذلك احذروا دائماً من هذه الأقلام الخبيثة المسمومة الذين يتألقون في استفادتهم المالية الخاصة، وهم أول من ينقلب على عقبهم، فمن لا مبدأ له لا تستطيع أن تضمنه.. قد تنقلب هذه الاقلام في لحظات ضدهم، لمن يدفع اكثر.. والشواهد كثيره في واقعنا الحالي !!