كتابات

أحيانًا لا تكون المعاناة مجرد قدر… بل وسيلة.

كتب /بشير الهدياني.

قد لا يدرك كثيرون أن ما نعيشه ليس مجرد فوضى عابرة أو قصور في الأداء، بل جزء من لعبة طويلة النفس، تُدار بعناية ودهاء.
نعم، قد تكون هناك إخفاقات في الإدارة، وربما سوء تقدير في بعض الملفات، وهذا أمر وارد في أي تجربة بشرية، لكن الحقيقة الأعمق والأخطر أن هناك خللاً جوهريًا… مخططًا لا عبثًا، يُراد له أن يستمر ويُشرعن تحت عباءة الواقع.

انهيار العملة، تردي الخدمات، تأخر المرتبات، أزمة الكهرباء… ليست مجرد نتائج طبيعية لفشل إداري، بل أدوات مدروسة لإبقاء الناس في دائرة الإنهاك والانشغال، حتى لا يلتفتوا لمن يصنع المشهد الحقيقي من خلف الستار.

المؤلم أكثر أن هناك من يوفّر الغطاء لهذا الانهيار المتعمد، بواجهات سياسية ناعمة تخدّر الوعي وتُعيد تلميع نفس الوجوه التي كانت ولا تزال جزءًا من المشكلة.

فحتى إن خرج الناس مطالبين بحقوقهم، كما حدث في التظاهرات النسوية بساحة العروض بعدن، فإن المعالجات غالبًا ما تكون مؤقتة فقط لامتصاص الغضب… ثم تعود الأمور إلى سابق عهدها، وكأن شيئًا لم يكن.

ولهذا، فإن أي محاولة للخروج من هذا النفق لا يجب أن تكتفي بتهدئة لحظة أو معالجة سطحية، بل لا بد من إنهاء العبث من جذوره، باتخاذ قرارات جريئة وحلول مستدامة..#
وهذا يتطلب وقفة مسؤولة وجادة من الجهات المعنية بأمر هذا الشعب، تلك التي تملك القرار وتتحمل عبء الأمانة،لأن الانفجار قادم إن استمرت الأمور على هذا المنوال… وعندها لن يكون الوقت في صالح أحد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى