كتابات

القضية الجنوبية في مناقشة لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدةقبل الاستقلال

كتبت / إنتصار زربة

شهدت الجنوب حراك ثوري و دبلوماسي على مستوى كبير قبل استقلاله من الاحتلال الاستعماري عام 1967م. فمنذ الاعلان التاريخي الذي أقرته الأمم المتحدة وفق القرار رقم 1514 في 14 ديسمبر عام 1960م تضمن استقلال البلدان والشعوب المستعمرة. وباعتبار الجنوب جزء لايتجزأ من الوطن العربي الواقعة انذاءك تحت الآحتلال الاستعماري. واستطاع أن يحقق هدفه الذي ناضل لاجله سنوات طويلة مايقارب 128عام لنيل استقلاله وتاسيس دولته المنشودة، لكن لم يكن الامر منذ اللحظة الأولى فقد اخذت ملامح الاستقلال تتبلور يوما بعد يوم مثل بقية الشعوب والبلدان المحتلة الطواقة للحرية والاستقلال. حيث أعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة التالي:
-ضرورة وضع حد بسرعة وبدون قيد أو شروط للاستعمار يحمي صورة ومظاهرة .

-إن أخضاع الشعوب للاستعمار الأجنبي وسيطرته واستقلاله يشكل انكارا لحقوق الإنسان الاساسية، ويناقض ميثاق الأمم المتحدة، ويعوق قضية السلم والتعاون العالمين.

-لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها ويوضع حد لجميع أنواع الأعمال والتدابير القمعية الموجهة ضدالشعوب غير المستقلة.
-إتخاذ التدابير الفورية اللازمة في الاقاليم المشمولة بالوصاية او الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي الاقاليم أو التي لم تنل بعد استقلالها لنقل جميع السلطات إلى شعوب تلك الأقاليم.

-كل محاولة تستهدف التفويض الجزائي أو الكلي للوحدة القومية والاسلامية الاقليمية لاي بلد متنافية ومقاصد الامم المتحدة ومبادئه

-تلتزم جميع الدول بامانة ودقة أحكام وميثاق الأمم المتحدة والأعلان العالمي لحقوق الانسان. وهذا الأعلان أساس المساواة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وتناولت الأمم المتحدة، أول مره القضية الجنوبية في شهر ابريل عام 1963م . حينها تميزت الجنوب بمشاركتها بالجلسة حيث وصل عدد الدول المشاركة من 17 إلى 24 دولة، وبحضور عدد من القيادات الجنوبية يمثلوا الجنوب. وبدأت اللجنة الخاصة بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة اي لجنة الأربعة والعشرين أو لجنة تصفية الاستعمار كما عرفت أيضاوالمنبثقة عن اللجنة الرابعة في مناقشة قضية الشطر الجنوبي المحتل. وخلال جلستها صباح يوم الأربعاء 17 ابريل عام 1963م بدأت لجنة تصفية الاستعمار في مناقشة قضية الجنوب المحتلة. وبعدما قام رئيسها انذاك السفير كوليبالي مندوب مالي الدائم بافتتاح الجلسة أعطى الكلمة للدكتور عدنان الباجهجى المندوب الدائم للعراق حينها فالقى خطابا وافيا جامعا حول القضية، سرد تاريخ الاحتلال البريطاني لمدينة عدن وماكان يدعى ب ( المحميات الشرقية والغربية ) وضمنه الكثير من الوقائع المتصلة بالفراغ بين الشعب ومستعمرية الانجليز عبر العديد من المراحل، مستهلا ذلك بنبذة عن خلفيةالمنطقة التاريخية.
ولايكتسب ذلك الخطاب أهميته. من كونه فاتحة للمناقشة العامة فحسب؛ وانما ايضا الكثير من المعلومات القيمة التي حولها. وكان ذلك قرار الاعلان نقطة تحول هامة وعلامة مضيئة في تاريخ المنظمة الدولية الام.

إلاأن المؤرخين وشخصيات سياسية وادبية محلية ودوليةاشارت ايضا في مذكراتها بان وجهة نظر طرحت خلال اللقاءات باللجنة الرابعة قد توصلت على الدعوة إلى وجوب حصول عدن أولا على الحكم الذاتي في إطارالكومنولث البريطاني ، كي يرقى وضع عدن السياسي، كما كان يقال في شرحها وتبريرها الى مستوى وضع الكيانات الاخرى التي كانت قائمة حينذاك في الجنوب برغم اختلاف اسمائها من سلطنة إلى إمارة إلى مشيخة. وهذا الحراك الدبلوماسي كان بمقابلته حراك ثوري لمقاومة الاحتلال الاستعماري البغيض، الذي خطط من اجل السيطرة على الجنوب، وقدقوبل بالرفض الشعبي للمحتل لاستيلاه أرضه بالاحتيال. وذلك بسبب معاهدة ( حماية التجارة) التي أبرمت بين حكومة بريطانيا وامير عدن، ولم يكن لهذا الامر الحق في ابرام معاهدة خارجية. ثم تلت المعاهدة مباشرة الخطة الاخرى تدبير حادثة الباخرة الهندية البريطانية (داريا دولت)، والتي كانت ذريعةلاحتلال عدن في عام 1839م . ومنذذلك العام والجنوب عاشت تحت وطأة الاحتلال في دهاليز الظلم والطغيان والجهل اكثر من قرن . وتم مقاومته وخاض أبناء الجنوب ضد المستعمر ثورته المجيدة في 14 اكتوبر عام 1963م وتوجت بانتصارعظيم وطرد اخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر عام 1967م، ونال الجنوب استقلاله بعد نضال طويل وكفاح مرير واستشهد العديد من ابناءه فداءا للوطن وتحرير الارض المغتصبه. ليعلن بهذا التاريخ بداية عهد جديد لدولة الجنوب وشعبه، وأنتقل لمرحلة تاريخية عظيمة أسست فيها بناء الدولة الحديثة وحققت فيها المساواة والعدالة الأجتماعية. التي سعت لها أهداف ثورة 14 اكتوبرالمجيدة ووصلت الجنوب إلى أعلى المراتب بين الدول وضرب بها المثل في الصدارة في تميزها ونجاحها في مختلف المجالات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى