منوعات

يومُ عرفةَ: نفحاتٌ إيمانيةٌ وأعمالٌ مباركةٌ للحاجِّ وغيرِ الحاجِّ

يومُ عرفةَ، خيرُ الأيامِ وأجلُّها، يومٌ تتنزلُ فيه الرحماتُ، وتتجلى فيه البركاتُ، ليسَ للحاجِّ وحدهُ، بل لكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ففيهِ فُرصٌ عظيمةٌ لينالَ من فيضِ هذا اليومِ العظيمِ.

في رحابِ القرآنِ الكريمِ:
يتجلى فضلُ هذا اليومِ في كتابِ اللّٰه تعالى، حيثُ نزلتْ فيه آيةٌ عظيمةٌ، أتمَّ اللّٰه بها دينَنَا، وأكملَ بها نعمتَهُ علينا، وهي قولُهُ سبحانَهُ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا۝٣﴾ (سورة المائدة). هذه الآيةُ الكريمةُ تذكرةٌ لنا بعظمةِ هذا اليومِ، وكمالِ الشريعةِ الغراءِ، وهي شهادةٌ من اللّٰه على عظمةِ هذا اليومِ الذي شهدَ نزولَها.

من معينِ السنَّةِ النبويَّةِ المطهَّرةِ
للحاجِّ:
يومُ عرفةَ هو الركنُ الأعظمُ للحجِّ، قالَ رسولُ اللّٰه ﷺ: “الْحَجُّ عَرَفَةُ”. (رواه الترمذي: 889) (والنسائي: 3044). هذا الحديثُ الشريفُ يؤكدُ على أنَّ الوقوفَ بعرفةَ هو جوهرُ الحجِّ وأساسُهُ الذي لا يتمُّ الحجُّ إلا به. فمن فاتَهُ الوقوفُ بعرفةَ، فاتَهُ الحجُّ. ولذا، ففي هذا اليومِ يقفُ الحجيجُ على صعيدِ عرفاتٍ الطاهرِ، من زوالِ الشمسِ إلى غروبِها، يدعون اللّٰه بقلوبٍ خاشعةٍ، وأعينٍ دامعةٍ، رجاءَ المغفرةِ والرحمةِ. ويُسنُّ للحاجِّ الإكثارُ من الدعاءِ والذكرِ، والتلبيةِ، وقراءةِ القرآنِ، والتضرُّعِ إلى اللّٰه، فهو يومٌ تتنزلُ فيه الرحماتُ، وتُستجابُ فيه الدعواتُ. ولا يصحُّ صومُ يومِ عرفةَ للحاجِّ؛ لئلا يُضعفَهُ عن الدعاءِ والعبادةِ في هذا الموقفِ العظيمِ.

لغيرِ الحاجِّ:
لغيرِ الحاجِّ نصيبٌ وافرٌ من فضلِ هذا اليومِ المباركِ، والأعمالُ المستحبةُ له كثيرةٌ ومتنوعةٌ، منها:

* الصيامُ: صيامُ يومِ عرفةَ لغيرِ الحاجِّ سنةٌ مؤكدةٌ، تُكفرُ ذنوبَ سنتينِ، قالَ رسولُ اللّٰه ﷺ: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللّٰهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”. (رواه مسلم: 1162). وهذا فضلٌ عظيمٌ يُحفزُ المسلمَ على اغتنامِ هذه الفرصةِ الذهبيةِ.

* الدعاءُ والذكرُ: أفضلُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، قالَ ﷺ: “خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. (رواه الترمذي: 3585).
فليكثرْ غيرُ الحاجِّ من الذكرِ والدعاءِ، لا سيما في آخرِ ساعةٍ من النهارِ، فهي ساعةُ إجابةٍ.

* التكبيرُ والتهليلُ: يُستحبُّ الإكثارُ من التكبيرِ والتهليلِ والتحميدِ، فهيَ من شعائرِ هذا اليومِ العظيمِ، وتتجلى فيها عظمةُ اللّٰه وقدرتُهُ.

* قراءةُ القرآنِ: تدبرُ آياتِ اللّٰه وقراءتُها في هذا اليومِ يزيدُ الإيمانَ، ويُغذي الروحَ، ويُقربُ العبدَ من ربِّهِ.

* التوبةُ والاستغفارُ: يومُ عرفةَ فرصةٌ للتوبةِ الصادقةِ من الذنوبِ، والاستغفارِ من الخطايا، والعودةِ إلى اللّٰه بقلبٍ منيبٍ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وشِعْرُ الأماسي:
إنَّ يومَ عرفةَ هو يومٌ للتقربِ إلىٰ اللّٰه، يومٌ للصفاءِ والنقاءِ، يومٌ تتجلى فيه عظمةُ الخالقِ في قلوبِ عبادِهِ، يومٌ تشتاقُ فيه الأرواحُ للقاءِ ربِّها، وتهفو القلوبُ لرضاهُ، فكم من دعوةٍ صعدتْ، وكم من دمعةٍ نزلتْ، وكم من ذنبٍ غُفرَ، وكم من نفسٍ أُجيبَتْ في هذا اليومِ المباركِ، فليكنْ يومَ عرفةَ للحاجِّ يومَ عرفةَ لقلبِهِ، ويومَ عرفةَ لغيرِ الحاجِّ يومَ عرفةَ لروحِهِ، يومَ عرفةَ لقربهِ مِن اللّٰه تعالىٰ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
* القُرآن الكَريم.
* صَحيح مسلم.
* سُنن الترمذي.
* سّنن النّسائي.

🔑 كُن مِفتاحًا للخير: بمشاركتك، تفتح أبوابًا جديدة للهداية.

#يوم_عرفه

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى