عربي ودولي

عدم التجديد للمحافظين الفائزين.. الإطار يقبض على السلطة في العراق

وسط خلو الساحة السياسية في العراق من أي منافس للإطار في ابتلاعه الدولة بعد انسحاب السيد مقتدى الصدر غير المبرر من البرلمان العراقي والعملية السياسية برمتها، يمضي الإطار التنسيقي في إزاحة حتى المحافظين الناجحين في انتخابات مجالس المحافظات عن المشهد رغم فوزهم الكاسح.

ففي آخر اجتماع للإطار التنسيقي تقرر نقل عن النائب عن تيار الحكمة المنضوي ضمن الإطار حسن فدعم القول:” اتفقنا بشكل نهائي على عدم التجديد لأي محافظ و”سنكافئ المحافظين الذين نجحوا وهناك مناصب تنتظرهم خارج إدارة المحافظات”
“هذا التصريح يثير تساؤلات كثيرة، من أهمها كيف تحولت أصوات الناخبين من انتخابات لتعيين محافظ وأعضاء مجلس المحافظة، إلى مناصب أخرى بحسب أهواء الإطار التنسيقي؟” ويرى مراقبون أن سبب إصرار قوى الإطار التنسيقي على إبعاد المحافظين الناجحين في الانتخابات الأخيرة، هو وجود قناعة مسبقة بأن بعضهم قد يلجأ إلى تشكيل تحالفات تنافسهم في الانتخابات النيابية المقبلة ما يعني ولادة عناوين سياسية جديدة، وهذا ما لا يريده الإطار التنسيقي الذي أرهقه كثيرًا بروز قوى ناشئة تزاحمه على السلطة رغم ما يراه هو من وجود شعبية له بسبب ما يدعيه بأنه الممثل الحقيقي للمكون الشيعي الذي يعتبر الأكبر في العراق، هذا فضلاً عن إرهاقه من خسائره السابقة أمام التيار الصدري الذي انسحب ولو مؤقتًا!

لكن في المقابل، فإن بعض القوى داخل الإطار وصلت الى قناعة بأن إبعاد بعض المحافظين ممن حصلوا على أصوات هو صعب وقد يثير توترات في الشارع خصوصاً في البصرة التي حصل فيها أسعد العيداني محافظ البصرة الحالي على أصوات تؤهله تولي منصب المحافظ غير أن الاطار التنسيقي وعصائب أهل الحق بالذات يرفضون رفضاً قاطعاً التجديد له، ويحاولون تنصيب عدي عواد الذي حصل على نسبة أصوات قليلة جداً مقارنة بالعيداني وبذلك فإن القوى الأخرى وهي الغالبية والقوية داخل الإطار التنسيقي لا زالت تصر على استبعاد الجميع والإتيان بمحافظين جُدد.

خطر محدق بالديمقراطية!

إزاء ما جرى في تجارب انتخابية سابقة من فوز اياد علاوي عام 2010 وفوز مقتدى الصدر عام 2021 والآن بفوز كبير محافظي البصرة وكربلاء وواسط، ومع ذلك فإن جميع هؤلاء الذين فازوا لا يستطيعون تشكيل حكوماتهم المركزية والمحلية، عليه يتجلى بشكل واضح أن العراقيين سيفقدون الثقة بجدوى الانتخابات في العراق، هذا إن لم يفقدوها فعلاً، لاسيما بعد تهديد هذا المحافظ أو ذاك بكشف ملف فساد أو حتى القيام بشطب أصواتهم عبر دعاوى قضائية كما جرى مع أسعد العيداني، عندما قام المرشح في البصرة عن تحالف الاطار عبد الكاظم الكناني، بتقديم دعوى لإلغاء الأصوات التي حصل عليها محافظ البصرة العيداني و 3 من مرشحيه في تحالف تصميم وشطب أسمائهم بدعوى توزيع قطع أراضي لأجندات انتخابية !

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي الدكتور غالب الدعمي في تصريح لـ “جسور” “إن التهديدات التي يواجهها المحافظون الثلاثة في كربلاء والبصرة وواسط من قِبل قوى الإطار التنسيقي لأنهم لم يترشحوا على قائمة الإطار وارتأوا الترشيح منفصلين كونهم يملكون شعبية كبيرة في محافظاتهم، ما هو إلا دليل واضح على أن الإطار التنسيقي لا يؤمن بالديمقراطية لا من بعيد ولا من قريب، وهذا خطر كبير على الديمقراطية وتقويض لها.” وأضاف الدعمي: “الإطار سيذهب باتجاه سحب بعض أعضاء الكتل الفائزة لهؤلاء المحافظين لصالح الإطار نفسه وبشتى الطرق المتاحة، وبالتالي سيروج الإطار أمام الرأي العام، أن هؤلاء الأعضاء هم الذين لم يعطوا صوتهم للمحافظ الفائز رغم أنهم في كتلته الانتخابية، وهذا الأمر ربما سيحدث في محافظة كربلاء والبصرة، أما واسط حيث المحافظ محمد جميل المياحي قد لا يحتاج الإطار لهكذا سيناريو كونه أصلًا لا يملك النصف زائداً واحداً في المجلس رغم فوزه بغالبية أصوات الناخبين في المحافظة وبذلك سيكون أمر تغييره أسهل من كربلاء والبصرة!”

كتلة تصميم في البصرة.. تصمم على بقاء العيداني!

من جهته، قال عامر الفائز في تصريحات صحافية:”نحن ككتلة تصميم، مصرون على العيداني كمرشح وحيد لمنصب محافظ البصرة، وهو استحق ذلك نتيجة الأصوات الانتخابية” وأكد الفايز أنه عند التوافق السياسي سيكون الكل باتجاه واحد، وهناك موقف سياسي قريب الحصول لأن هناك تقارباً ما بين وجهات النظر داخل الإطار التنسيقي وستتشكل الحكومات المحلية على أساس هذا التقارب داخل الإطار التنسيقي.” غير أن الواقع على الأرض يقول غير ما يقوله عامر الفايز وهو العضو في الإطار التنسيقي الذي بدوره يريد إزاحة اسعد العيداني والإتيان بعدي العوادي مرشح العصائب الذي فاز بأصوات ناخبيه في انتخابات مجالس المحافظات رغم أنه عضو في البرلمان الحالي!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى