مجتمع

من “عطر المقاومة” إلى “برّاق 100”

ذات يوم قرر “الحزب الإلهي”(وحلفاؤه) الإعتصام في وسط بيروت كخطوة تهدف إلى إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي وصفها أحد النوّاب بـ “البتراء”، غير عابئ بالأضرار التي ألحقها بالاقتصاد اللبناني من خلال قطع رزق 200 مؤسسة، وكان لبنان خارجاً لتوه من حرب تموز المدمّرة.

في ذاك الزمن الجميل، خرج من بيئة المقاومة الإسلامية من أنزل إلى الأسواق عطراً جديداً أسماه “عطر المقاومة” من مكوّناته الياسمين والزنبق وزمزم مكة وتيروز. يومذاك قال الحاج علي عقيل خليل مبتكر العطر إنه أراد من خلال منتجه دعم الحزب في مواجهة الذين يدعون إلى نزع سلاحه.

استعار خليل صورة سماحة “السيّد” ألصقها على العبوات غير الناسفة إلى مقتطفات من أحد خطبه في الترويج لـ “بارفان” غزا السوق الممانع ما أشبه اليوم بالأمس.. وما أشبه غزة بضاحية بيروت الجنوبية.

في الـ 2006، انتصر اللبنانيون على العدو المتغطرس بكلفة بشرية عالية جاوزت الـ 1200 ضحية، وبخسائر مادية تخطت العشرة مليارات دولار.

إنتصروا ثم تعطروا وفي غزة والساحات المساندة لا كلام سوى عن الإنتصارات المدوية وإذلال العدو وتحطيم معنويات جيشه وكسر أسطورة التفوّق.

أكثر من 23 ألف شهيد على أرض غزة والإنتصارات مستمرة!

وفي محاكاة متأخرة لـ “عطر المقاومة” اللبناني نزل قبل فترة إلى أسواق فلسطين عطر “براق 100” تفوح منه رائحة الصواريخ البعيدة المدى وتتوافر من العطر الصاروخي رائحتان: واحدة برائحة “الجهاد” والثانية برائحة “حماس”.
نبيع عطراً ندعم سلاحاً.

سعر المسيّرة من دون تنزيلات يتراوح بين 20 و50 ألف دولار
أسعار بعض الصواريخ الـ “باب أول” 500 ألف دولار بالمفرق و365 ألف بسعر الجملة وحياة ولادي آخر سعر.
صاروخ سكود بمليون دولار.

ثمن صاروخ بركان يطعم 500 عيلة مستورة شاورما 3 مرات بالأسبوع.
تجهيز مقاتل نخبة يوازي فرش 3 غرف نوم وصالون وسفرة ومطبخ دولوكس وراتب موظف فئة أولى
عبوة ضد الآليات بثمن 500 عبوة قياس 200 ميلليليتر من “برّاق 100”

مقولة القول: إن ما يصرفه الحزب ورعاته في لبنان على بناء ترسانة صاروخية مؤسِّسة لحروب بلا طائل، يموّل اقتصاد دولة مثل سويسرا. وما يُصرف في غزة على الآلة العسكرية بهدف تدمير الكيان الغاصب واستعادة الحقوق المشروعة، أكثر من كاف للإستغناء عن الأونروا والشروع ببناء اقتصاد ذكي ومحطات فضائية إلى نشر عطر “برّاق 100” في أرجاء المعمورة ومنافسة “ديور” في عقر داره.

تُرى ألم يحن الوقت للبحث في خيارات أخرى؟ إلّا إذا كانت معركة “طوفان الأقصى” تحقق أهدافها تباعاً كما خطط لها المخططون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى