عربي ودولي

التصعيد الإسرائيلي يشرّع أبواب الحرب.. قراءة في الأبعاد والتداعيات!

طبع الأيام القليلة الماضية تصعيد أمني وعسكري إسرائيلي على جبهات غزة ولبنان وسوريا من خلال زيادة عمليات القصف والاغتيالات والتهديد بعملية رفح وكذلك تصاعد التهديدات الاسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد لبنان.

وتزامن التصعيد الاسرائيلي مع استمرار الجهود الاميركية والمصرية والقطرية للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وقوى المقاومة من جهة والكيان الاسرائيلي من جهة أخرى حيث سيعقد اجتماع على مستوى رؤساء أجهزة المخابرات في مصر في اليومين المقبلين. فما هي دلالات وأبعاد وتداعيات التصعيد الإسرائيلي؟ وهل سيؤدي الى نسف الجهود الدولية والعربية للوصول الى تسوية شاملة للصراع وكذلك معالجة ملف الجبهة الجنوبية في لبنان؟

مصادر قريبة من قوى المقاومة في لبنان وفلسطين تعتبر عبر “جسور” أن للتصعيد الاسرائيلي أسباباً عدة ومنها:

أولًا: تحقيق انجازات أمنية أو عسكرية في مواجهة قوى المقاومة في ظل الفشل في تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية للحرب على قطاع غزة ومنها إطلاق الأسرى والقضاء على حركة حماس وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ثانيًا: توجيه ضربات قاسية لقوى المقاومة في لبنان من خلال عمليات الاغتيال وتدمير البنية التحتية في جنوب لبنان لتحقيق الهدف الاساسي وهو إبعاد مقاتلي حزب الله عن منطقة جنوب الليطاني والضغط على الحزب للقبول بالشروط الدولية لوقف العمليات عبر الجبهة الجنوبية والابتعاد عن الحدود.

ثالثًا: الضغط على قوى المقاومة في قطاع غزة وخصوصا حركة حماس للقبول بالاتفاق الإطار لوقف إطلاق النار والتراجع عن الشروط التي وضعتها الحركة والسعي للوصول الى قادة حماس في غزة لاعتقاد المسؤولين الاسرائيليين ان منطقة رفح هي الملاذ الاخير لهؤلاء.

رابعًا: مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار والسعي لتحقيق إنجاز ما قبل نهاية شهر شباط لأن هذا الشهر سيكون المهلة الاخيرة لاستمرار القتال في حال عدم التوصل لوقف إطلاق النار.

لكن المصادر القريبة من قوى المقاومة تؤكد أن العدو الاسرائيلي لم ينجح حتى الآن في تحقيق انجازات مهمة وأن محاولات الاغتيال التي حاول تنفيذها في مدينة النبطية وفي منطقة جدرا وبنت جبيل لم تحقق أهدافها، وأن قوى المقاومة عززّت من إجراءاتها الأمنية من أجل مواجهة هذه العمليات. أما على الصعيد الميداني ورغم التصعيد الإسرائيلي من خلال عمليات القصف للقرى الجنوبية فإن حزب الله عمد لتصعيد عملياته كمًّا ونوعًا، وقد نجح بتوجيه ضربات قاسية للجيش الاسرائيلي في العديد من الثكن العسكرية والمواقع العسكرية والحزب جاهز لتصعيد العمليات ومواجهة أي تهديد بعملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان.

وأما على صعيد جبهة غزة فتؤكد المصادر أن قوى المقاومة في قطاع غزة لا تزال قوية وهي قادرة على المواجهة وأن تنفيذ عملية عسكرية اسرائيلية في منطقة رفح لن يغير من نتائج المعركة بل ستكون له تداعيات خطيرة على الكيان الصهيوني في ظل المواقف العربية والدولية المعارضة لهذه العملية ومخاطرها الانسانية.

وفي الخلاصة تشير المصادر الى أننا في مرحلة دقيقة وحساسة والتصعيد الاسرائيلي مستمر لحين التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وقوى المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات في حال استمر التصعيد وتوسع أو في حال نجحت الجهود العربية والدولية لوقف التصعيد والبدء بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى، ومهما حاول العدو الاسرائيلي من تعويض خساراته الاستراتيجية في هذه الحرب فإنه لن يستطيع تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعها في بداية الحرب وهو سيخضع أخيرا لشروط المقاومة ولن يحصل اتفاق على حساب قوى المقاومة.

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى