في ذكرى استشهاد رفيق الدرب منير أبو اليمامة

بقلم / أدهم الغزالي
لم يكن منير محمود أحمد المشألي “أبو اليمامة” مجرد قائد عسكري أو عنواناً تتغنّى به المنصات ولكنه كان نبضاً حياً في مسيرة التحرير الجنوبية..
رفيقا لم نلتق به في قاعات الاجتماعات ولا خلف الكاميرات بل التقيناه في خنادق الشرف وشوارع الكفاح منذ أيام الحراك السلمي وحملنا معاً أحلام هذا الشعب فوق أكتافنا وسط البارود وتحت زخات الرصاص.
منير لم يكن بحاجة إلى من يصنّع له خطاباً في ذكراه، منير كان خطابه بندقية وشهادة وكان يمقت الثرثرة الفارغة ويعرف جيداً أن الوفاء لا يحتاج إلى منابر موسمية ولا كلمات مزوّقة تكتبها أقلام لا تعرف إلا الاصطياد في مياه السياسة العكرة.
في ذكراه لا أحتاج أن أذكّركم بمنير، منير عرفه الجنوب في ساحات الفداء ورأيناه حين تخاذل المتخاذلون وسمعنا صوته عالياً في وقت كانت الأصوات تُشترى وتُباع.
لم يكن يوماً يُجامل في الحق ولم يكن يرتضي أن يرى أبناء الجنوب مشاريع استثمار سياسي كما يفعل البعض اليوم وهم يتصدرون المشهد على حساب تضحيات الرجال.
رحل منير لكنه لم يرحل عن قلوبنا، ظل رفيق دربنا، ظل وصيّةً ثقيلة في أعناقنا، نُدافع عنها بالفعل لا بالخطابات، نُجسدها حينما نحارب التزييف، ونتصدى للمتسلقين الذين يحاولون اليوم أن يصنعوا من أنفسهم أوصياء على دماء الشهداء.
منير أبو اليمامة لم يكن يوماً مشروع تصفيق موسمي بل كان مدرسة في وضوح الموقف، وجرأة الكلمة، واستقامة المسار.
في ذكراه، لا نقول إلا ما كان يقوله لنا:
(الجنوب أمانة والوفاء لا يُقاس بالحناجر، بل بالأفعال).
رحم الله رفيق دربنا منير أبو اليمامة وعهدًا علينا سنبقى كما كنت تتمنى صادقين مع الجنوب ثابتين أمام الزيف مخلصين للوطن وتضحيات الشهداء.