كتابات

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس الإسلام كرم المرأة قبل القوانين الدولية .. لكنها رهينة الصراعات والحروب!

كتبت / إنتصار زربة
السبت 8 رمضان 1446ه
الموافق 8 مارس 2025م

تحتفل الأمم المتحدة والعالم باليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم 8 مارس 2025م تحت شعار “الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات

اليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.

الاحتفال بهذه المناسبة جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس ، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.

في بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فيكون الاحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصاحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً. بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.

حيث يحتفل باليوم العالمي للمرأة بطرق متنوعة في جميع أنحاء العالم؛ إذ يعتبر يوم عطلة رسمية في العديد من البلدان، ويحتفل به اجتماعيًا أو محليًا في بلدان أخرى. تحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة فيما يتعلق بقضية أو حملة أو موضوع معين في حقوق المرأة. في بعض أنحاء العالم، لا يزال اليوم العالمي للمرأة يعكس أصوله السياسية، ويتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري؛ في مناطق أخرى سيما في الغرب هو اجتماعي ثقافي إلى حد كبير ويتركز حول الاحتفال بالأنوثة.

يُراد من شعار هذا العام الدعوة إلى العمل على إجراءات من شأنها أن تفتح الباب أمام المساواة في الحقوق والقوة والفرص للجميع ومستقبل نسوي لا يتخلف فيه أحد عن الركب. ويتمثل جوهر هذه الرؤية في تمكين الجيل القادم —وهم الشباب، وبخاصة الشابات والفتيات المراهقات— باعتباره هو جيل التحفيز لتغيير دائم.

فضلاً عن ذلك، يشكل عام 2025 لحظة محورية لأنه يزامن حلول الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بكين. هذه الوثيقة هي المخطط الأكثر تقدمًا وتأييدًا على نطاق واسع لحقوق المرأة والفتيات في جميع أنحاء العالم، حيث تدفع قدما بأجندة حقوق المرأة من حيث الحماية القانونية والوصول إلى الخدمات وإشراك الشباب والتغيير في المعايير الاجتماعية والصور النمطية والأفكار العالقة في الماضي.
باستخدام الهاشتاج الوسم #For All Women AndGirls لإثارة النقاش وإلهام العمل.
معًا، يمكننا أن نكون الجيل الذي يسد الفجوة ويحقق المساواة بين الجنسين.

وقائع وأرقام

كان الإعلان كذلك أول وثيقة سياسية عالمية بشأن المرأة تتضمن تركيزًا خاصًا على حقوق الفتيات.
قبل عام 1995، لم يكن هناك سوى 12 دولة لديها عقوبات قانونية ضد العنف المنزلي. واليوم، هناك 1583 تدبيرًا تشريعيًا معمولًا به في 193 دولة، بما في ذلك 354 تدبيرًا يستهدف العنف المنزلي على وجه التحديد.
اليوم، هناك 112 دولة لديها خطط عمل وطنية بشأن المرأة والسلام والأمن – وهي زيادة كبيرة من 19 دولة فقط في عام 2010.

لجنة وضع المرأة

ستجتمع الأمم المتحدة في
تاريخ 10 – 21 آذار/مارس 2025م مع الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية من كافة مناطق العالم لمناقشة التحديات الحالية و والانجازات في مجال المساواة بين الجنسين

ثلاثون عاما على إعلان ومنهاج عمل بكين

يزامن عام 2025 حلول الذكرى السنوية الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بكين لعام 2025 – وهو مخطط رؤيوي لتحقيق المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات في كل مكان. ومنذ تنفيذه، شهدنا تحولًا في جدول أعمال حقوق المرأة. استكشفوا جوانب ووجهات نظر مختلفة بشأن التغييرات قبل الإعلان وبعد اعتماده.

الإسلام يكرم المرأة

لقد كرم الإسلام المرأة قبل القوانين الدولية والتي وضعتها وسنتها البشرية .

قال الله تعالى(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة :228]، تلك هي درجة الرعاية والحياطة، لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق.

لقد كرم الإسلام المرأة منذ أن أعلن أنها مكلفة كالرجل تثاب إن أحسنت، وتعاقب إن أساءت ولم يعتبرها جزءا من المجتمع أو بعضه، بل اعتبرها أحد شقيه بجانب الرجل فقال تعالى : (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) الآية(28) وأكد ذلك الرسول الكريم بقوله : «إنما النساء شقائق الرجال»(29).

والرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام الذي قال في حديثه: “استوصوا بالنساء خيرًا” لم يغفل عن ذكر المرأة في حجة الوداع العظيمة ووصّى المسلمين خيرًا بالنساء. وحين سأله أحد الصحابة رضوان الله عليهم عمن هو خير المؤمنين، قال عليه الصلاة والسلام: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (صحيح الترمذي).29‏

هذا حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي ﷺ من حديث أبي هريرة ، قال ﷺ: استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً انتهى هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرًا، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير.

ماهي مظاهر ظلم المرأة؟
تتعرض الملايين من النساء إلى أشكال متعددة من العنف الأسري والاجتماعي خاصة في عالمنا العربي اعتقادا مغلوطا بأن تأديب المرأة وتعنيفها أمر طبيعي، ومنه ما هو نفسي مثل التحقير والسخرية والإهانة والشتائم، وفي حقل العمل تتعرض للتمييز والابتزاز والتحرش ومحاولة تلويث شرفها بنسج الإشاعات للنيل من سمعتها إما حسدا وإما انتقاما

من هو عدو المرأة؟
تشير التقارير بأن المرأة لاتعاني من إساءة بعض الرجال لها فحسب ؛ بل وحتى بعض النساء لايقلن شأن وليست مقصرات في الاذيه من باب الغيرة والحسد سواء بالعمل أو خارجه .
حتى هناك من اشتكت من زميلتها بانها تساعدها و تكرمها وتكون هي من تسبب في طردها من العمل .
بَقِيَ القَولُ: سَألُوا امرَأةً ذَاتَ مَرَّةٍ: مَنْ عدوُّكِ الأوَّلِ، الشَّيطانُ أمْ المَرأةُ؟ فقَالتْ: عَدوُّي المَرأةُ التِي يُحرِّكُهَا الشَّيطانُ..!
ومع ذلك فهناك نساء اشادت بالمرأة ، حيث تقف المرأة إلى جوار المرأة وتساندها .

المرأة رهينة الصراعات والحروب!

تتعرض النساء في الدول التي فيها الصراع والحرب إلى الإعتداءات والعنف بكافة أشكاله وأنواعه الجسدي والجنسي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي . ويتم الاساءه إليها واقصاءها من حقوقها ، بل وهي رهينة الصراع والحرب وتدفع ثمن انتماءها لوطنها ولكونها مخلوق من مخلوقات الله خلقها لتكون الأم والزوجة والأخت وشريكة الرجل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فهي تفقد والدها أو ابنها او زوجها أو اخوها في الصراع أو الحرب ، بل ويتم التنكيل فيها باعتقالها أو حبسها في أي تهمة من باب المناكفات والصراع ، بل إن هناك نساء يتم أسرهن وهن اطفال سواء بالسحر او حتى يتم أخذهم من قبل عصابات الحرب والمافيا إلى مناطق العدو واستخدامها في العمليات الإرهابية ويصبحنا ضحية ، وليس هذا فحسب ؛ بل إن العدو يستخدم بعض النساء في التخلص من امرأة وأخرى ، أي أنه لا يكتفي بأن يحرض رجل على امرأة ؛ بل أيضا يحرض امرأة على أمراة أخرى في التخلص منها كطرف في الصراع والحرب .

إننا نشاهد أيضا نساء يبحثن عن لقمة العيش من أجل أسرهن ، ونجدهن يعملنا تحت أشعة الشمس في المزارع والجبال والوديان ، بل ويعودنا إلى منازلهن ولايجدوا الراحة من دولة مثل اليمن ،حيث يخرجنا بحثا عن الماء . اي أنهن النساء في ظل الحرب الظالمة جعلت النساء تخرج بحثا عن المشاكل والمشرب ولا تجد الراحة في وطنها .

وكذلك شاهدنا منظمات دولية في عدن لاتعطي فرصة لجميع النساء أو الفتيات في إشراكهن بالعمل ، وان عملت النساء في الجنوب وجدنا من يحرض ضد عملها بالمنظمات الدولية .

وليس هذا فحسب بل لايوجدوا التوزيع العادل من المنظمات الدولية للمرأة الأرملة أو المطلق أو اليتيمة ، بسبب الشروط المجحفة و الغير منصفة بحق استحقاق المرأة واحتياجاتها والظروف الصعبة التي تعيشها . فإذا كانت يتيمة وكبيرة بالسن ؛ لكن بدون عمل لاتسجلها المنظمة كانت أجنبية أو إسلامية ، وإذا كانت صغيرة السن و معها راتب تسجلها المنظمة وتعطيها فوق راتبها راتب اخر !

هذا لاحظناه في بعض المنظمات الدولية ، وايضا لاحظنا في اليمن بشكل عام الكيل بمكيالين كجزء من تأزيم الوضع في الجنوب ، لكن حتى النساء في الشمال يعاني من الحرب التي شنتها الشمال ضد الجنوب حسب التقارير الحقوقية . فهن لن يسلمنا من هذه الحرب ، حيث يتم أخذ ابناءهن بالقوة واختطاف بناتهن أو أولادهن ألى ساحات القتال أو إلى السجون ، واعتقال وقتل المعارضة لهم ، وتشريد البقية منهن ، حتى تطول الحرب !

تختفي كل المكاسب التي حققتها المرأة على مدى قرون عند اندلاع الحروب وحتى بعد انتهائها، لتضطر إلى تحمل تبعات آثار النزاعات .

القرار الأممي 1325

هو قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 لعام (2000) بشأن المرأة والسلام والأمن، وهو قرارٌ رائد ترأسته القيادات النسائية. كان ذلك القرار الأول الذي يعترف بدور المرأة القيادي في تحقيق السلام والأمن الدوليين وإسهاماتها في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات وبناء السلام .

ويحث القرار 1325 جميع الأطراف على زيادة مشاركة المرأة وإدماج منظور النوع الاجتماعي في جميع جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام والأمن .

يؤسفنا القول بأن هذا القرار مجمد في اليمن بالوقت الحاضر ، حيث لم نجد أمراة مشاركة في المجلس الرئاسي أو في الحكومة !

تحية لكل امرأة عظيمة محبة ومخلصة لأسرتها ووطنها ، لكل امرأة مكافحة وضحت من أجل عزة ورفعة بلدها ، وتحية لكل رجل ساند امرأة على الحق والصدق والخير وكل عام وأنتم بخير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى