منصات مشفرة وإخفاء هوية وراء انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل

دار العرائس/ العربية
الجمعة 7 رمضان 1446ه
الموافق 7 مارس 2025
في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت الشائعات أداة خطيرة تُستخدم لتشكيل الوعي الزائف، خاصة في القضايا الوطنية.
وتنتشر هذه الشائعات بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل من الصعب السيطرة عليها أو تصحيح المعلومات المغلوطة الناجمة عنها، لذلك يبرز التساؤل: ما تأثير هذا النوع من الشائعات؟ وكيف يمكن التصدي لها؟
يقول الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، لـ “العربية.نت” و”الحدث.نت”: “إن الشائعات الرقمية تلعب دوراً رئيسياً في تشويه الحقائق والتأثير على الرأي العام عبر عدة آليات، أبرزها تشويه الحقائق من خلال تقديم معلومات مضللة بأسلوب يبدو واقعياً، وإثارة الخوف عبر استغلال الأزمات الاقتصادية والأمنية لنشر الذعر والفوضى”، مضيفا أن “الشائعات الرقمية تهدف كذلك إلى إضعاف الثقة في المؤسسات عبر الترويج لأخبار عن فساد أو فشل المسؤولين، ما يضعف الترابط بين المواطنين والدولة”.
وتابع الخبير المصري: “تركز الشائعات الرقمية كذلك على تعزيز الانقسامات المجتمعية باستخدام محتوى يثير التفرقة السياسية أو الطائفية، والتلاعب بالرأي العام عبر توجيه الجماهير نحو مواقف معينة، حتى وإن كانت مضرة بالمصلحة العامة”،
وأضاف: “الجماعات الإرهابية والجهات المعادية تعتمد على تقنيات متطورة لنشر الشائعات وتعزيز انتشارها، ومنها، إخفاء الهوية، باستخدام شبكات وحسابات مزيفة، والذكاء الاصطناعي والروبوتات لنشر المحتوى المضلل على نطاق واسع”.
وذكر أن الجماعات الإرهابية تعمل كذلك على فبركة الوسائط الرقمية عبر تقنيات التزييف العميق، واستخدام منصات مشفرة مثل تلغرام وسيجنال لنشر الشائعات بعيداً عن الرقابة، واستغلال خوارزميات التواصل الاجتماعي عبر عناوين مثيرة لجذب الانتباه وزيادة التفاعل.
وفيما يتعلق بالتصدي للشائعات الرقمية، ومواجهة هذه الظاهرة؟ يقول الخبير المصري: “يجب اعتماد استراتيجيات متقدمة، تشمل تحليل البيانات الضخمة لتتبع أنماط نشر الشائعات وتحديد الحسابات المشبوهة، واستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار المزيفة وتحليل مصداقية المحتوى، كما يمكن تتبع البيانات الوصفية لكشف التلاعب في الصور والفيديوهات، إضافة إلى تعزيز الوعي الرقمي من خلال حملات توعية تثقيفية حول كيفية التحقق من الأخبار”.
ودعا الخبير المصري إلى التعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجيا لتحسين خوارزميات رصد المحتوى المضلل، حيث تشكل الشائعات الرقمية تهديداً حقيقياً للأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي، ومع تطور التكنولوجيا، أصبح من الضروري تبني حلول ذكية وتكثيف الجهود التوعوية للحد من انتشار المعلومات المضللة وحماية المجتمعات من مخاطرها.