عربي ودولي

وزير الخارجية الفرنسي يرفض “التهجير القسري” لسكان غزة

أكد وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، الأحد رفضه القاطع لأي محاولة لتهجير سكان قطاع غزة المحاصر بشكل قسري إلى شبه جزيرة سيناء في شمال شرق مصر، وذلك في ظل التوترات الناشئة عن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وأعرب أثناء مشاركته في مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، أعرب سيجورنيه عن تعاطفه وتفهمه لمخاوف مصر بشأن القضية، مشددًا على أن فرنسا تدين بشدة وترفض بشكل قاطع أي تحرك يهدف إلى تهجير سكان غزة بقوة السلاح.
وشدّد الوزير الفرنسي على أهمية استمرار الجهود الدولية والوساطة القطرية والمصرية لتحقيق هدنة فورية وإنهاء العنف، مشددًا على أن الحل الأمثل يكمن في إيجاد آليات تسهم في عودة سلطة السلطة الفلسطينية إلى غزة بشكل شرعي وبناء نظام حكم جديد يضمن الاستقرار والسلام في المنطقة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر أكثر من مرة، منذ اندلاع الحرب في غزة، من أي محاولة لتهجير سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى مصر.
وحذّر في 18 أكتوبر/تشرين الأول من أن تهجير الفلسطينيين قد يحدث مع الأردن أيضا وقال “بالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ”.
وتستضيف مدينة رفح في جنوب قطاع غزة والتي تعد أقرب نقطة من الحدود المصرية، حاليا أكثر من نصف سكان غزة، وفق الأمم المتحدة، مقابل 200 ألف نسمة فقط كانوا يعيشون فيها قبل الحرب.
“هذا هو المنطق”
وأتت زيارة سيجورنيه إلى مصر ضمن جولته الأولى في المنطقة منذ توليه مهامه، وتشمل ايضا الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.
وردا على سؤال عن إمكان الاعتراف بدولة فلسطين، قال سيجورنيه أن مثل هذه الخطوة هي بمثابة “اللمسة الاخيرة على العملية السياسية”، مؤكدا أن هذه العملية “يجب أن تؤدي إلى ذلك .. هذا هو المنطق”.
وأضاف “السؤال هو في أي لحظة وضمن أي ظروف”، داعيا إلى تبني حل الدولتين.
ونهاية الشهر الماضي، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون إلى “دراسة (…) مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة”.
وتأتي جولة سيجورنيه في خضم مفاوضات مكثّفة تجري بين الأميركيين والمصريين والإسرائيليين والقطريين من أجل التوصل إلى هدنة جديدة، بعدما أتاحت هدنة موقتة تم التوصل إليها في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني واستمرت أسبوعا، الإفراج عن رهائن من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وخُطف نحو 250 شخصاً خلال هجوم حركة حماس على إسرائيل ونقلوا إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية. ولا يزال 132 رهينة منهم محتجزين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 27 منهم لقوا حتفهم.
وبين الرهائن المحتجزين في غزة ثلاثة فرنسيين.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى آخر الأرقام الرسميّة الإسرائيلية.
وردّا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول، ما تسبب بمقتل أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى