“أقلام” عاكس خط
ماجد الطاهري
بدون مقدمات.. ومع إحترامنا الشديد لأقلام مقالات الرأي من الكُتّاب و الإعلاميين ومعهم الناشطين على مواقع السوشال ميديا، هناك فئة من بينهم ظهروا ضمن طفرة تكنولوجيا معلومات القرن العشرين خُيّل إلى البعض منهم أنه كاتبٌ كبير لا يقل شأنا عن فلاسفة العرب والإغريق،ويرى أنه ناقد خبير ومحلل لكل ما يدور ابتداء بالذرة وانتهاء بالمجرة!
بالأمس تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية لحادثة تلبس الجن بولدنا احمد ياسين علي مقبل العنتري الصبيحي،ولاقت الحادثة رواجا في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية، كما انقسم خلالها الرواد مابين مشفق يدعوا لولدنا المريض بالشفاء ومابين ساخر ببراءة تخلو من التشفي أو التكذيب من حيث التعاطي،وبالمناسبة شخصيا تربطني صلة قرابة دم بولدنا احمد الصبيحي وهو من أسرة ميسورة الحال ومحل إجماع مجتمعي تقديرا واحتراما لم يعلم عن أحدهم قد أصيب بحالة نفسية إطلاقا كما تروج بعض الاقلام على بطلنا المجاهد احمد.
الى هنأ ما في اي مشكلة ولجميع من دعاء للمريض بالشفاء أو حتى من سخر ضاحكا على سبيل النكتة، لجميعهم خالص الشكر والتقدير، لكن المشكلة التي حزت في نفسي واجبرتني على الخوض في هذا الموضوع هي متابعتي لبعض مقالات الرأي من بعض الرفاق الكتاب الذين يظهرون دائما محللين سياسين وهم قلّة إذ يتعاطون مع الحادثة من زاوية الشائعات والأكاذيب التي يروجها الأعداء “نظرية المؤامرة” على شعبنا الجنوبي وقواتنا المسلحة!حتى أنهم صيروا الحادثة إدعاءً تابعا لإجندات العدو..يا للهول..يا للهول من أولئك المنُظّرون وربما المتأثرين برواية “الجريمة والعقاب” للكاتب والروائي الروسي دوستويفسكي، وشتان بين حاوي وراوي، إن هؤلاء النفر من المكتتبين “طفرة جيل المعلومات” نقدر نصنفهم الى قسمين:
_إما أنهم مصابون بهوس الخوف والشك لكل ما يدور أو يقال من حولهم.
_واما أنهم ممن يتبعون قاعدة (خالف تعرف) فهم دائما عاكس خط،يعترضون لمجرد اعتراض، وصلوا الى مرحلة رأوا فيها ذواتهم أقرب للكمال مع أنهم مدمنين على نقد جميع من حولهم..
التقيت اليوم في مدينة العند بقريبي الاستاذ ياسر العنتري وهو عم الولد احمد الصبيحي المجاهد المرابط في ميادين الشرف والبطولة في بيحان وسألته عن احوال المريض فاجابني أنهم عادوا به اليوم الى مركز الفيوش الديني، هناك في بيوت الله، وديار القران وحيث طلبة العلم والعلماء نسأل الله أن يشفيه من كل شر ومكروه.
