لبنان: بعد انخراط حركة أمل العلني في حرب الجنوب.. بري يمسك العصا من الوسط!
إعلان رئيس مجلس النواب اللبناني وقائد حركة “أمل” نبيه بري الإنخراط الكلي والعلني مع حزب الله في معركة الجنوب ضد إسرائيل كان كفيلاً بإشعال زوبعة التساؤلات
عن دوره الدبلوماسي ومدى فعاليته في مرحلة دقيقة من عمر البلد وكيف سيتمكّن من اتخاذ قرارات حياديّة تخصّ لبنان وتعنى بمصلحته بعيدًا من أصوات القذائف على الجبهة؟
“دور ميليشياويّ”
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني إبراهيم بيرم، قال: “معروف عن حركة أمل تاريخيًّا التحالف مع حزب الله وستبقى الى جانبه على السّراء والضراء. لكن اليوم، وللمرّة الأولى، أعلنت سقوط ستة شهداء لها، ما يعني أنها دخلت المعركة بشكل مباشر، وليس كعنصر مساعد كما في البداية”.
وصوّب بيرم في حديث لـ “جسور”، “على القائلين إن الرئيس برّي من المفترض أن يصون الدستور اللبناني كونه رئيس السلطة التشريعية في البلد، لكن جماعته تلعب دورًا ميليشياويًّا أو على الأقل خارج تراتبيّة السلطة بالقول: الرئيس برّي لن يهمّه الأمر وسيبقى مصرًّا على الجانب الديبلوماسي للدفاع عن حزب الله وترجمة أهمية تصرّفاته في اللقاءات مع للخارج من جهة، وتبني المشاركة الرئيسية بالمواجهة من جهة أخرى”. و”إذا صحّت التكهنات، فتنتظرنا مرحلة قطف نتائج الصراع المستمر منذ أشهر”.
أمّا أسباب اختيار حركة أمل هذا التوقيت لإعلانها دخول المعركة مباشرة، فهي عديدة بحسب بيرم، “منها قد يكون هناك تفاهم جديد حول طبيعة العلاقة بين الحزبين الشيعيّين والمشاركة العسكريّة بشكل عام، أو قد وجدت نفسها معزولة بعض الشيء عن محيطها، فقررت الانخراط بشكل مضبوط ومحدد”.
ساحات خارجية
من جهته، رأى الكاتب السياسي والصحافي نبيل بومنصف أن “مشاركة حركة أمل بالحرب أمر طبيعي خشيةً من عودة أيام “فتح لاند”، لافتًا إلى تمايزها عن حزب الله بـ “لبننة” هذه العمليات، وتأكيدها أنها تأتي دفاعًا عن لبنان والجنوب اللبناني، من دون ربطها بالقدس وغزّة وساحات وقضايا خارجية كما يفعل حزب الله”.
وقال بو منصف لـ “جسور”، “لو لم يكن برّي رئيس حركة أمل وصاحب نفوذ داخل الطائفة الشيعية، لما كان أصبح رئيسًا لمجلس النواب ولا زال منذ عام. وهو صاحب أطول ولاية في رئاسة البرلمان عالميًّا بسبب الواقع الطائفي الموجود في لبنان وخصوصية الطائفة الشيعية بالتحديد، التي بات تمثيلها مختصرًا بحزبين (حزب الله وحركة أمل)”.
وتابع: “انتخاب برّي رئيسًا لمجلس النواب جاء بواقع تمثيله لحركة أمل، ولا أحد يمكنه تغيير ذلك رغم مسالك التغيير العديدة الموجودة، إن كان بالقتال مع إسرائيل أو من دونه”.
تصعيد مستمرّ
وكان نبيه برّي قد قال في لقاء صحفي، إن “حركة أمل هي أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة الحركة تقاوم ضمن إمكانياتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات الحزب”.
وأكد بري أن “حركة أمل تشارك عسكريًا في الدفاع عن لبنان ضمن إمكانياتها”.
ولا يزال التصعيد مستمرًا على الجبهة الجنوبية في لبنان والشمال الإسرائيلي، بعدما أعلن حزب الله عن تنفيذ عمليات استهدفت الجيش الإسرائيلي ونقاط تمركزه.
وتشهد الحدود الجنوبية للبنان اشتباكات متقطعة بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في غزة، وإعلان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، جبهة لبنان جبهة “مساندة لغزة”.
